الأربعاء 8 أبريل 2020
تعدّ باث ملاذاً يرضي أذواق جميع الزوار سواء كنت ترغب في الانغماس بالعالم الرومانسي لإحدى روايات جاين أوستن، أو تأمُل الهندسة المعمارية الجورجية، أو الاستمتاع بزيارة أحد المباني الرومانية المحفوظة جيّداً.
تأسست مدينة باث في العام 1 ميلادي، وأدرِجت على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي فهي مدينة تنضح بالتاريخ والثقافة في كلّ زاوية من زواياها. تعدّ المدينة وجهة مثالية لمن يحبّ العودة بالزمن إلى الوراء، سواء تنزّهت بين شوارعها الخلابة المرصوفة بالحصى، أو استرخيت في غرفة تقليدية لتناول شاي بعد الظهر، أو زرت المواقع التاريخية أو تأمّلت روعة أبرز المعالم الهندسية.
وإذا كنت من عشاق التعمق في الحضارات والتاريخ وترغب في الاسترخاء بين ربوع سبا روماني الطابع أثناء رحلتك إلى باث، إليك باقة من التجارب التي تنتظرك في هذه المدينة...
1. الحمّامات الرومانية التقليدية
تُعتبر الحمّامات الرومانية التقليدية من أهم المناطق السياحية في المدينة، وهي تجذب الزوار منذ 2000 عام!
تم بناء مجمّع الحمّامات حول الينابيع الطبيعية الساخنة الوحيدة في بريطانيا، ولا تزال المياه الساخنة الطبيعية تتدفق فيه لتمنح الزوار إحساساً حقيقياً بالحياة الرومانية. انغمس بالتاريخ في وجهة لطالما تهافت عليها الزوار. ويمكنك أيضاً أن ترتشف القليل من هذه المياه، إذ كان الرومان يعتقدون أنها تتمتع بقدرات شافية! هذا وتضم المدينة متحفاً يشمل مجموعة من المصنوعات اليدوية الرومانية إلى جانب الآثار والحمّامات التقليدية الحرارية، بحيث تشكّل باث ملاذاً لا بدّ لعشاق التاريخ من زيارته.
2. سبا باث الحراري
للاستمتاع بتجربة سبا لا مثيل لها، احرص على زيارة سبا باث الحراري لتمضية يوم من الاسترخاء على الطراز الروماني. يستخدم السبا المياه من الينابيع الساخنة الثلاثة الطبيعية في باث، وهي المياه ذاتها التي تتدفق في الحمّامات الرومانية. تنعّم إذاً بهذه المياه الدافئة الطبيعية قبل أن تلفّ نفسك برداء أبيض ناعم وتختبر علاجات مريحة أو تزور غرف العلاج بالروائح.
أما المسبح الموجود على سطح المبنى فيعدّ أحد أفخم المرافق في هذا السبا العصري. يقع المسبح بجوار دير باث، ويوفر إطلالات بانورامية لا مثيل لها على المدينة ويعد الزوار بملاذ يبعدهم عن الهموم في أحضان هذه المياه الدافئة الرائعة!
3. دير باث
وفي وسط المدينة، يمكنك أن تزور دير باث الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين. تأسس الدير في القرن السابع وتم بناؤه من أحجار أرض باث الصفراء الشهيرة، بحيث يشكّل نموذجاً فريداً عن العمارة القوطية.
تجوّل في مبنى كنيسة الأبرشية المصنّف من الفئة الأولى، واستمتع بالهدوء الذي يغمر أنحاءها بينما تتأمل روعة النوافذ الزجاجية الملونة والأعمال الحجرية المعقّدة. اكتشف المزيد في جولة داخل برج الدير حيث ستصعد السلالم لتصل إلى مناطق الكواليس. يمكنك أن تقف هناك خلف وجه الساعة وتلقي نظرة داخل حجرة الجرس لترى المبنى من زاوية مختلفة وتدلّل عينيك بمناظر المدينة الرائعة بمجرد الوصول إلى القمة!
4. حافلة التنقل الحرّ
تعدّ حافلة التنقل الحرّ طريقة رائعة لمشاهدة معالم وسط مدينة باث. يمكنك تأمّل أبرز المعالم السياحية على غرار دير باث، ومنتزه برايور المنسّق والخلّاب، وجسر بولتيني، ومبنى الهلال الملكي الذي يُعدّ المعلم الجورجي الأبرز في المدينة.
5. مبنى الهلال الملكي
شُيّد مبنى الهلال الملكي بين عامَي 1767 و1775 ويُعتبر أحد أعظم نماذج العمارة الجورجية في بريطانيا. لا بدّ لهواة قصص جاين أوستن أو التصميم التاريخي أو عشاق المساحات الفسيحة الرائعة من زيارة هذا المَعلم العريق في باث. يتخذ المبنى شكل هلالٍ مترامي الأطراف يحيط به مرجٌ هادئ ويمكنك استكشاف جمال حديقة فيكتوريا الملكية بجواره. تجوّل في أرجاء مبنى الهلال الملكي وعدْ بالزمن إلى بريطانيا في القرن الثامن عشر واستمتع بنزهةٍ مثالية مع العائلة أو التقط أروع الصور.
يشمل المبنى مجموعةً من المساكن الخاصة وفندقاً فاخراً ومتحف الهلال الملكي رقم 1 الذي يجسّد الحياة الجورجية بامتياز.
6. غرف اللقاءات في باث
عندما اكتملت أعمال البناء في غرف اللقاءات عام 1771، وُصفت بأنها "أنبل معالم المملكة وأكثرها أناقةً". وحالياً، تمنح هذه الغرف لمحة عن الغرف التي ارتادها أفراد المجتمع الراقي في القرن الثامن عشر للاستمتاع بالموسيقى والرقص والتعرف على بعضهم البعض. كانت غرف اللقاءات تستضيف بعضاً من أرقى الحفلات الراقصة والحفلات الموسيقية في بريطانيا وقد ذكرتها جاين أوستن في روايتَي نورثانجر أبي وبيرسوايجن.
تمّ افتتاح غرف اللقاءات في العام 1938 بعد أن استخدمها الفيلق الجوي الملكي في الحرب العالمية الأولى ويمكن زيارتها حالياً عند الحجز مسبقاً.
7. متحف الأزياء
يقع متحف الأزياء أسفل غرف اللقاءات ويزخر بالأزياء الرائعة والفساتين الجميلة والأكسسوارات التي تناقلتها الأجيال على مرّ القرون. تأمّل فساتين السهرات المبهرجة من القرن التاسع عشر والمعاطف المفصلة والقفازات الأنيقة حتى أنه يمكنك ارتداء الملابس التي تعود إلى حقبة الريجنسي أو الحقبة الجورجية للصغار والكبار. واستمتع أيضاً بالمعارض التي تقام على مدار العام والتي تسلّط الضوء على تاريخ بريطانيا العريق وثقافتها الغنية.
8. جسر بولتيني
يُعدّ هذا الجسر الساحر واحداً من أربعة جسور فقط في العالم تتراصف المتاجر على جانبيها! وقد بُني جسر بولتيني لاستضافة الحشود رفيعة الذوق التي كانت تتوافد إلى المدينة في القرن الثامن عشر وبات أحد أشهر المواقع في باث. صُمم الجسر على طرازٍ كلاسيكي ويتميز بإطلالته على أغوار باث ويُعتبر أحد أكثر المعالم التي يتمّ التقاط صور لها في المدينة كما يحلو التسوق فيه على الطريقة الجورجية الأصيلة!
9. السيرك
يتميز شارع السيرك في باث بمساكن التاون هاوس المصطفة بشكلٍ مبهر. يُقسم الشارع إلى ثلاثة صفوف من المساكن التي تتخذ شكلاً مستديراً لتشكل دائرة كاملة. تم تصميم شارع السيرك ليكون بقطر مماثل لقطر معلم ستونهانج، ليعكس الرابط الوثيق الذي جمع بين مدينة باث والكهنة القدامى. احرص على مشاهدة الشعارات الموجودة على الأعمال الحجرية مثل الثعابين والبلوط فيما تتجول في أرجاء هذا الشارع الجورجي الأصيل.
10. مركز جاين أوستن
هل ترغب في التعرف أكثر على جاين أوستن؟ يستضيف مركز جاين أوستن معرضاً دائماً يسمح لك بالتعرف أكثر على الروائية الشهيرة. اطّلع على مدى تعلّقها بمدينة باث حيث عاشت واستوحت رواياتها.
أما أبرز العناصر الرائعة والتفاعلية التي تميز المتحف فهي خزانة الملابس! تشمل الخزانة مجموعة من الفساتين والمعاطف والقبعات والمظلات التي تعود إلى حقبة الريجنسي، فجرّب ما يحلو لك منها والتقط صوراً مستوحاة من عالم جاين أوستن فيما تتخيّل أنك إليزابيث بينيت أو السيد دارسي!
تقع غرفة الشاي التي تعود إلى حقبة الريجنسي بمحاذاة المتحف وتُعدّ المكان الأمثل لتناول وجبة بريطانية شهية. يمكنك التلذذ بـ"وجبة شاي بعد الظهر المخصصة للنساء" و"وجبة الشاي مع السيد دارسي" و"وجبة شاي اللايدي كاثرين الكريمي"، كما تشمل القائمة العديد من الوجبات البريطانية المفضلة والأطباق التقليدية التي تشتهر بها مدينة باث.
