انغمس في تاريخ بطولة ويمبلدون وتراثها وتقاليدها

تُعدّ بطولات ويمبلدون واحدة من أكثر الفعاليات الرياضية شهرةً في بريطانيا، وتعود إلى الساحة في صيف 2021 بقوّة لم يسبق لها مثيل. تُعدّ بطولة التنس المرموقة هذه الأقدم في العالم وتزخر بتقاليد وتراث وتاريخ لا تقلّ روعة عن الضربات والكرات الهوائية التي يشهدها الملعب المكسو بالعشب الأخضر النابض بالحياة.

اختبر طعم بطولة ويمبلدون على أصولها بدءاً من التلذذ بالفراولة والكريمة التقليدية وصولاً إلى اكتشاف الأزياء المستوحاة من لعبة التنس أو مشاهدة مباريات ملؤها التشويق على الشاشة الكبيرة.

View of the Court 18 overlooking the Hill as No.1 Court during play. The Championships 2019. Held at The All England Lawn Tennis Club, Wimbledon. Day 1 Monday 01/07/2019. Credit: AELTC/Thomas Lovelock.

بطولة تنبض بروح فيكتورية أصيلة

أقيمت أول بطولة للتنس في العام 1877 وتحديداً بين ربوع نادي عموم إنجلترا للتنس والكروكيت، مقابل طريق واربل في ويمبلدون، جنوب غرب لندن. شهد هذا الحدث المثير بطولة غراند سلام الوحيدة للرجال التي شارك فيها 22 من الهواة، والتي انتهت بمباراة نهائية شيّقة شاهدها حوالي 200 متفرج. فاز الرياضي المحلي سبنسر جور بهذه المسابقة وتلقى بفخر جائزة مالية بقيمة اثنتي عشرة جنيهاً إنكليزيّاً (ما يعادل حوالي 790 جنيهاً إسترلينياً من القدرة الشرائية اليوم). تمت إضافة مسابقات الفردي للسيدات والزوجي للرجال إلى هذه البطولة في العام 1884. في المقابل، تم إدراج مسابقات زوجي السيدات والزوجي المختلط في العام 1913. شهد العام 1922 نقل موقع البطولات إلى مكان أكبر على طريق تشيرش، في نفس المنطقة من جنوب غرب لندن، حيث لا تزال المسابقات تُقام حتى يومنا هذا، وذلك بعد أن اتُّخذ قرار بالتوسّع.

في الشتاء والفصول المشمسة

لقد تغيرت ملاعب ويمبلدون كثيراً منذ نقل الموقع، مع إضافة مرفق لا يتأثّر بعوامل الطقس ساهم في توفير كثير من الوقت لهذه الفعالية البريطانية الشهيرة. فمنذ العام 2009، لم يقم الملعب المركزي في ويمبلدون بتأجيل أي فعالية بسبب هطول الأمطار بفضل السقف القابل للطي الذي بإمكانه تغطية كلّ المساحة العشبية في غضون عشر دقائق فقط. تضمّنت التحسينات أيضاً نظام تكييف حديث في الملعب. كانت المواجهة بين الأسطورة الاسكتلندية آندي موراي والسويسري ستانيسلاس فافرينكا المباراة الكاملة الأولى التي جرت تحت سقف مغلق في العام نفسه الذي تمّ تركيبه.  

الجذور الملكية

قبل أن تتوسع شهرة بطولات ويمبلدون الكبرى، كان الطبقات العليا البريطانية وأفراد العائلة المالكة هي من تستمتع بلعبة التنس في الغالب. يعود أقدم ملعب تنس في إنجلترا إلى القرن السادس عشر ويمكن العثور عليه في أراضي قصر هامبتون كورت التاريخي. كانت "التنس الملكية" إحدى الألعاب المفضلة لدى الملك هنري الثامن، وهي رياضة عشقتها نخبة النبلاء والأغنياء في البلاد.

انطلقت لعبة التنس العادية التي تختلف عن "التنس الملكي" وتتطلب مساحة أقلّ، للمرة الأولى في العام 1873 مع الرائد والتر وينجفيلد. وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ ابتكارها لتكون لعبة تُمارس في الهواء الطلق وغالباً ما يتم لعبها على المساحات الخضراء للمنازل الريفية الكبيرة التابعة للنخبة البريطانية.

مباريات العصر الحديث

General View of Court 18 with Centre and Number 1 Court behind. The Championships 2019. Held at The All England Lawn Tennis Club, Wimbledon. Day 2 Tuesday 02/07/2019. AELTC/Ben Queenborough

اليوم، تجذب المباريات في ويمبلدون المشجعين من جميع أنحاء العالم ويتابعها المشاهدين من أكثر من 200 دولة. على الرغم من أنّ البطولة تجري على 18 ملعباً عشبياً، إلّا أنّه غالباً ما تحدث أكثر المباريات تشويقاً في الملعب المركزي الذي يتسع لـ 15000 مشاهد ويعتبر أكثر ملاعب التنس شهرة في العالم. كما أنّ مستوى الضيوف الذين يحجزون أفضل مقاعد الملعب المركزي راقٍ أيضاً حيث يتم حجز المرفق الملكي حصرياً للعائلة المالكة وضيوفها.

وتزداد الأمور روعة مع وجود المشاهير لمشاهدة بطولة ويمبلدون مثل ديفيد بيكهام وكلير فوي من مسلسل ذا كراون وماغي سميث الذين حضروا في السنوات السابقة، إلى جانب أفراد العائلة المالكة مثل كيت ميدلتون وميغان ماركل.

اللون الأبيض يكسو الملابس

إلى جانب الفساتين الفاخرة وسترات البدلات المصنوعة من الكتّان التي تسطّر ظهورها على مدرّجات الملعب، يلتزم المتنافسون بقاعدة لباس بسيطة تقتضي باعتماد ملابس بيضاء فقط من الرأس إلى أخمص القدمين. ولقد كانت هذه القواعد سارية في ويمبلدون منذ البداية، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر حيث كان يتم لعب التنس في لقاءات اجتماعية معينة وكان يرتدي اللاعبون ملابس تنس بيضاء اللون لتجنّب ظهور بقع العرق المحرجة! لا يزال يتعين على اللاعبين اليوم ارتداء ملابس بيضاء بالكامل حتى السروال ونعل أحذيتهم، باستثناء رقعة ملوّنة لا يتعدّى طولها سنتيمتراً واحداً.

لعبة تضرب جذورها في الموضة

تركت ملاعب ويمبلدون بصمتها في عالم الموضة بشكل مباشر من خلال فريد بيري الذي توّج بطلاً لثلاث مرات. وقد أسّس هذا اللاعب علامته الخاصة التي تتميّز برمز إكليل الغار الرائع الذي استوحيَ من شعار بطولة ويمبلدون ويتم تطريزه على مقدمة كل قميص بولو فريد بيري. تم إطلاق قميص التنس الأبيض في بطولة ويمبلدون عام 1952، وحقق نجاحاً كبيراً، مما أدّى إلى إنشاء مجموعة تنبض بالألوان أصبحت قطعها عنواناً للموضة في العديد من الثقافات الفرعية البريطانية خلال الستينيات وما بعدها.

أبطال ويمبلدون

تذوّق عدد من اللاعبين البريطانيين طعم النجاح في هذه البطولة المرموقة، بما في ذلك فريد بيري نفسه، الذي فاز بثلاث بطولات متتالية في ويمبلدون في ثلاثينيات القرن الماضي. أمّا دوروثي راوند ليتل فكانت الفائزة بعد عام فقط من فوز بيري، في حين انتزعت أنجيلا مورتيمر الكأس في العام 1961، ومن بعدها آن هايدون جونز في العام 1969. في العام 1977، الذي يعدّ الذكرى المئوية للبطولة، توجّت فيرجينيا ويد بطلة بعد أن شاهدتها جلالة الملكة شخصياً، التي لم تحضر نهائيات هذه البطولة منذ العام 1962.

جاء آخر فوز بريطاني في العام 2016، عندما حقق اللاعب الموهوب الاسكتلندي آندي موراي فوزه الثاني ببطولة ويمبلدون. في المقابل، نال نجم التنس السويسري روجر فيدرر لقب ويمبلدون أكثر من أي لاعب آخر، وحقق نجاحاً ساحقاً في ثماني بطولات حتى الآن.

موراي ماوند

تم تكريم نجاح آندي موراي من خلال إطلاق اسمه غير رسمياً على المنطقة العشبية التي تحيط الملعب رقم 1 في ويمبلدون، والمعروفة الآن باسم "موراي ماوند". كان يطلق سابقاً على هذه المساحة اسم "هانمان هيل" تيمّناً باللاعب البريطاني المحبوب تيم هانمان. وتُعرف بكونها موقعاً مميّزاً للجماهير حيث يتجمّعون عادة هنا لمشاهدة المباريات على الشاشات العملاقة بينما يتلذذون بأطايب بطولة ويمبلدون التقليدية.

المأكولات التقليدية اللذيذة

A jug of Pimms, a refreshing summer drink. Chopped fruit on table alongside it.

 

بغض النظر عن مكان إقامتك، يمكنك الاستمتاع بطعم ويمبلدون الحقيقي مع وجبة بسيطة ولذيذة من الفراولة الطازجة والكريمة إلى جانب مشروب البيم المنعش (مع مجموعة مختارة من الفاكهة والنعناع الطازج وعصير الليمون) أو كوكتيل لذيذ! تُعدّ الفراولة والكريمة الأكلة الأساسية لبطولة ويمبلدون، حيث يتم عادةً تناول حوالي 140000 حصة خلال الفعالية التي تستمر لأسبوعين. تفتخر البطولة بتقديم أجود أنواع الفراولة المزروعة في كينت والتي يتم قطفها في اليوم السابق وتصل في اليوم التالي عند الساعة 5 صباحاً!

انغمس في سحر البطولة من جديد

هل تريد أن تختبر من جديد روعة بطولة ويمبلدون وترغب في مشاهدة المباريات في رحلتك الرياضية المقبلة إلى بريطانيا؟ لماذا لا تستمتع بمشاهدة إعادة الجولة الرابعة الشيّقة بين أندي موراي وريتشارد جاسكيه، التي نشرتها بطولة ويمبلدون.

Restrictions on travel to and around Britain are in place due to Covid-19. Visitors are encouraged to always check individual websites for the latest information, as details are subject to change.

01 Jul 2021(last updated)

Related articles