يُشكّل قصر باكنجهام الأشهر من نار على علم المقر الرئيسي للعائلة المالكة في لندن ووجهة للاحتفالات الوطنية والملكية. أصبح القصر منزلاً للعائلة المالكة منذ أقامت فيه الملكة فيكتوريا عام 1837، وتشمل جهته الشرقية المواجهة للمول "الشرفة الملكية" الشهيرة، أي المكان الذي يجتمع فيه أفراد العائلة المالكة للاحتفال بالمناسبات الهامة مثل عيد ميلاد الملكة الرسمي خلال المهرجان السنوي لفصل الربيع المعروف باسم "Trooping of the Colour" وحفلات الزفاف الملكية.
وتُشكّل هذه الواجهة الفخمة حاجزاً يخبّئ خلفه مركزاً مفعماً بالأنشطة، بما أنّ القصر يُعدّ مركزاً إدارياً للعائلة المالكة البريطانية. تلتقي صاحبة الجلالة ورئيس الوزراء الجموع أسبوعياً في القصر الذي يحتضن مكتب المخصّصات الملكية وأمين الخزينة، بالإضافة إلى مكتب أمين السرّ الخاص.
يعود تاريخ المبنى إلى أوائل القرن الثامن عشر وقد أُدخلت عليه بعض الإضافات في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فكانت حصيلتها القصر الفاخر الذي نعرفه اليوم.
يضمّ القصر 775 غرفة، بما فيها 19 غرفة رئيسية تستقبل الزوار لمدّة 10 أسابيع كلّ صيف وفي تواريخ أخرى معيّنة. يتم استخدام الغرف بانتظام للمناسبات والاحتفالات التي تقام على مدار العام، وجدير بالذكر أنّ كلّاً من الأميرين تشارلز وأندرو ولدا في هذا القصر.
عند زيارة قصر باكنجهام، لا تفوّت عرض تبديل الحرس الملكي المذهل في تمام الساعة 11 صباحاً، عندما تستلم فرقة الحرس بزيّها الموحّد الزاهي وقبعات الفرو الفاخرة مهامها من الفرقة السابقة على وقع أنغام الموسيقى.
المعالم التي لا بدّ من زيارتها
تفتح الغرف الرئيسية أبوابها للزيارات لمدّة قصيرة من العام، ولكنّك ستتمكّن من رؤية الكثير بين جدرانها المزخرفة التي تنضح فخامة. تعكس غالبية الغرف ذوق الملك جورج الرابع وتحتضن القطع الأثرية والأثاث الفاخر من المجموعة الملكية.
واليوم، لكلّ غرفةٍ استعمالها الخاص. تُعدّ قاعة الاستقبال البيضاء الكبرى غرفة استقبال ملكية حيث تجتمع العائلة المالكة قبل الزيارات الرسمية والمناسبات الخاصة، في حين تُستخدم قاعة العرش للفعاليات الترفيهية الرسمية. وهي أيضاً المكان الذي تم فيه التقاط صور زفاف دوق ودوقة كامبريدج بعد عقد قرانهما عام 2011.
السلّم الكبير
للوصول إلى الغرف الرئيسية، يتوجب عليك أولاً صعود السلّم الكبير. تتزيّن جدران هذا السلّم بلوحات كبيرة لعائلة الملكة فيكتوريا، بمن فيهم أجدادها ووالداها وعمّها.
غرفة العرش
تضم غرفة العرش كرسيين للعرش معروفين باسم "كرسيا التتويج" وقد استُخدمت هذه الغرفة يوم تتويج الملكة عام 1953، كما أنّها تتميز بقوس وقبّة مذهلين صمّمهما المهندس المعماري جون ناش. يمكن رؤية كرسيّ عرش الملكة فيكتوريا وكرسيَي تتويج الملك جورج السادس والملكة إليزابيث في هذه الغرفة الفاخرة.
غرفة الاستقبال البيضاء
تُعتبر هذه الغرفة إحدى أروع الغرف الرئيسية، فهي تحتوي على بيانو مذهل من تصميم إيرارد، تمّ إحضاره إلى القصر خلال عهد الملكة فيكتوريا. ومتى دخلت هذه الغرفة، استفد من تواجدك فيها لرؤية مكتب ريزنير الرائع ولوحة الملكة ألكساندرا المعلّقة بفخر فوق الموقد.
رواق معرض الصور
يُعدّ رواق معرض الصور الذي يمتدّ على طول 47 متراً موطناً لبعض الأعمال الفنية المذهلة التي تضمّها المجموعة الملكية، وغالباً ما يستخدم للبرامج الترفيهية الرسمية. كما يشتهر هذا الرواق بين أوساط متلقّي الأوسمة والجوائز فهم ينتظرون فيه إلى أن يحين وقت تكريمهم في قاعة الاحتفالات. تتضمن المجموعة قطعاً عديدة تعود لأمثال أنتوني فان دايك وروبنس ورامبرانت، غير أنه يتم تغيير الأعمال الفنية المعروضة بانتظام، نظراً لأنه يتم إقراض هذه الأعمال الفنية لمعارض من كافة أنحاء العالم.
قاعة الاحتفالات
تُقام الولائم الرسمية وحفلات التتويج في قاعة الاحتفالات، وهي أكبر الغرف الرئيسية البالغ عددها 19 غرفة. يعود تاريخ هذه القاعة إلى العام 1855، وهي تضم عرشين من أيام تتويج الملك إدوارد السابع والملكة ألكساندرا، بالإضافة إلى مساحة مخصّصة للموسيقيين وقوس مذهل تزيّنه التماثيل.
فندق رويال ميوز
يضطلع فندق رويال ميوز بمسؤولية إنجاز كافة ترتيبات السفر البرّي للملكة والعائلة المالكة.
ويُعدّ موطناً لعدد من العربات الملكية التاريخية والسيارات الحكومية، وكذلك إسطبلات استثنائية ما زالت تُستخدم حتى اليوم. شاهد العربة الملكية الذهبية بكل عظمتها، ناهيك عن عربة اليوبيل الألماسي ومجموعة من خيول النقل، على مثال خيول ويندسور الرمادية وكليفلاند باي. يفتح فندق رويال ميوز أبوابه سنوياً من فبراير حتى نوفمبر، ويمكن شراء التذاكر من متجر فيزيت بريتن الإلكتروني.
